تحوّل نوعي يجمع بين المناخ والتكنولوجيا والاستثمار الأخلاقي

  في خطوة جريئة تعيد تعريف العلاقة بين الزراعة والتكنولوجيا والعمل المناخي، أطلقت شركة “جلوبال أوليف كوربوريشن” (GOC) حملة عالميّة غير مسبوقة تهدف إلى “ترميز 100 مليون شجرة زيتون”، لتتحوّل هذه الشجرة التاريخيّة إلى حل مناخي عصري وفئة أصول خضراء رائدة على مستوى العالم.

وقد تم الكشف عن المبادرة من دبي، حيث تسعى “جلوبال أوليف كوربوريشن ” لتحويل زراعة الزيتون إلى نموذج استثماري يمكن تتبّعه عبر تقنيات البلوك تشين. ولا يقتصر طموح المشروع على العوائد المالية فحسب، بل يتعداها ليكون جزءاً من حلول عمليّة لتحديات الاستدامة وتغير المناخ، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات البيئية وإرث مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريّة بشأن تغيُّر المناخ  (كوب 28)، الذي يُعتبر أكبر فعاليّة عالميّة بشأن المناخ.

حلّ بيئي مدعوم بالعلم

وتشير بيانات المجلس الدولي للزيتون (International Olive Council) ، وهو المنظمة الدوليّة الوحيدة المخصّصة لزيت الزيتون وزيتون المائدة، إلى أن شجرة الزيتون الواحدة قادرة على امتصاص ما يصل إلى 11.5 كغم من ثاني أكسيد الكربون سنويّاً.  ومع زراعة 100 مليون شجرة، فإن التأثير المناخي يعادل إزالة أكثر من 217 ألف سيارة من الطرقات كل عام، وذلك بحسب بيانات وكالة حماية البيئة الأمريكية  (USEPA) ، وهي وكالة تابعة للحكومة الاتحادية للولايات المتحدة والمكلفة بحماية صحة الإنسان والبيئة.

كما يتناغم هذا الإنجاز بشكل مباشر مع استراتيجية دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، ويُعدّ نموذجاً عملياً يعكس التوجّه المتسارع نحو اعتماد الحلول الطبيعية لتعويض الانبعاثات الكربونية. وتبرز أهمية المشروع في كونه يجمع بين الزراعة المستدامة والتقنيات المتقدّمة، ما يجعله مرجعاً مثالياً للسياسات البيئية في المنطقة، وداعماً قوياً لرؤية الإمارات في ريادة الجهود العالمية للتصدي لتغيّر المناخ.

لماذا يهم هذا المشروع دولة الإمارات؟

رغم أن الأشجار تُزرع في مناطق مناخيّة مناسبة مثل جورجيا وحوض المتوسّط، إلاّ أن النموذج نفسه قابل للتوسّع والتطبيق في البيئات الجافة، ممّا يجعله نموذجاً مرجعيّاً لصناديق الاستثمار في المنطقة، وللمكاتب العائليّة الإماراتيّة، والأطر التمويليّة المستدامة. وقد برزت الإمارات في السنوات الأخيرة كمركز إقليمي رائد في التكنولوجيا الخضراء، والتمويل المستدام، والابتكار الرقمي – وهي العوامل الثلاثة التي تجتمع في هذا المشروع.

من الشجرة إلى الرمز: استثمار قابل للتتبع في الزمن الحقيقي

كل رمز رقمي تصدره “جلوبال أوليف كوربوريشن” مدعوم بشجرة زيتون حقيقيّة. ويتيح استخدام الطائرات المسيّرة، والشرائح الذكيّة RFID، وتقنيات البلوك تشين، للمستثمرين تتبّع صحة الشجرة وإنتاجها وكفاءتها في امتصاص الكربون، في بيئة استثماريّة شفافة وآمنة. كما أن كل هكتار من أشجار الزيتون يؤمّن ما يصل إلى 5  وظائف محليّة، ما يدعم التنمية الريفيّة ويعيد إحياء الأراضي المتأثرة بالجفاف أو النزاعات أو الانكماش الاقتصادي.

أبعد من المالأثر يمتدّ لأجيال

يعتمد النموذج الاستثماري على عوائد من موسم جني الثمار، وزيت الزيتون البكر الممتاز، وتداول أرصدة الكربون.  لكن بحسب “جلوبال أوليف كوربوريشن”، فإن القيمة الحقيقيّة تتجاوز المكاسب الماليّة. ومع أكثر من مليون شجرة مزروعة حاليّاً، وشراكات استراتيجية مع كبريات الجهات مثل شركة “تيثر” (Tether)أكبر مُصدر للعملات المستقرة عالميّاً، والمجلس الدولي للزيتون، فإن “جلوبال أوليف كوربوريشن”  تضع معياراً جديداً للأصول الرقميّة الطبيعيّة في مرحلة ما بعد COP28.

العمل المناخي يلتقي بالتحول الرقمي في رؤية GOC للمستقبل

وعلّق جورج سفانيدزه، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “جلوبال أوليف كوربوريشن”، قائلاً: “من خلال هذه المبادرة، ننطلق في مسار يجمع بين حماية البيئة والابتكار الرقمي والاستثمار المسؤول. الأمر لا يقتصر على زراعة الأشجار أو تطوير الأصول، بل هو إعادة تعريف لمفهوم الازدهار، ليكون قائماً على العمل المناخي، والشفافيّة، وتحقيق قيمة طويلة الأمد للمجتمعات والمستثمرين على السواء.”

مشاركة.
اترك تعليقك

Exit mobile version